أثر وحكمة

مقـالات

June 6, 2025
كيف كان الصحابة يحتفلون بعيد الأضحى؟ - 37735

نظرة على العادات والتقاليد الأولى في زمن النبي ﷺ

عيد الأضحى هو من أعظم الأعياد في الإسلام، يحتفل به المسلمون حول العالم تكريمًا لسنة النبي إبراهيم عليه السلام في التضحية بولده، واستجابةً لأمر الله سبحانه وتعالى. لكن هل تساءلنا كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يحتفلون بهذا العيد في زمن النبي ﷺ؟

الاحتفال بفريضة الأضحية وأداء الشعائر

كان الصحابة يحرصون على أداء الأضحية كما أمرنا النبي ﷺ، فهي سنة مؤكدة وعبادة عظيمة تقرب العبد إلى ربه، قال الله تعالى:
﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ {الكوثر: ٢}

كان الصحابة يذبحون الأضاحي ويقسمونها على الفقراء والمحتاجين، مما يعكس روح التكافل الاجتماعي والرحمة التي أرساها الإسلام.

التجمع في مساجد النبي ﷺ وأداء الصلاة

في صباح يوم العيد، كان الصحابة يتجمعون لصلاة العيد في المسجد أو الأماكن المفتوحة حول المدينة المنورة، كما أمر النبي ﷺ، فكانوا يتباهون بصلاة العيد ويعظّمون هذا اليوم المبارك، ويؤدون التكبيرات والتهليلات.

وقد ورد عن النبي ﷺ قوله:
“ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر” (رواه البخاري ومسلم)، وكانت أيام العشر تشمل يوم النحر وأيام التشريق التي يليها.

التواصل الاجتماعي والفرح الجماعي

كان الصحابة يزورون بعضهم بعضًا ويتبادلون التهاني والتبريكات بعيد الأضحى، كما كانوا يحثون على صلة الرحم وإظهار المحبة والمودة. وقد كان النبي ﷺ يوصي بالاحتفال والفرح في هذا اليوم مع الحفاظ على التقوى والخشوع لله.

الدروس الروحية والعبادات المصاحبة

كان يوم العيد فرصة لتجديد العهد مع الله، حيث يقوم الحاج والمعتمر وغيرهم بالتوبة والدعاء والذكر، وخاصة في أيام التشريق، التي قال الله عنها:
﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: ٢٨]، وهي الأيام التي يليها عيد الأضحى.

ولم يكن الأمر مجرد مناسبة اجتماعية، بل كان يوماً للتزود بالروحانيات وتقوية الإيمان.

الاهتمام بالنظافة والاحتشام

كان الصحابة يحرصون على الظهور بأبهى حُلّة في يوم العيد، إذ قال النبي ﷺ:
“إن الله جميل يحب الجمال” (رواه مسلم)
وكانوا يعتنون بالنظافة والتطيب، تبركًا بيوم عيد الأضحى ومناسبة عظيمة.

إن عادات وتقاليد الصحابة في عيد الأضحى تحمل عبرًا مهمة لكل مسلم، من الحرص على أداء الشعائر الدينية، والتواصل الاجتماعي الأخوي، إلى التزود بالقيم الروحية التي تقوي العلاقة بين العبد وربه. هذه العادات تعكس جوهر الإسلام الذي يجمع بين العبادة والعمل الصالح، وبين الفرد والمجتمع.

شارك

Facebook
Twitter
LinkedIn
X

انـتـظـرونــا قـريـبًـا