لماذا لا نعرف موعدها بالضبط؟
في البداية، كاد النبي ﷺ أن يُخبر الصحابة بموعدها، لكنه قال: ” فَرُفِعَتْ، وعسى أنْ يكونَ خيرًا لكم “. فهل كان نسيان موعدها مقصودًا؟ نعم، لأن الله يريد أن يرى من سيبحث عنها بصدق، من لن يعبد ليلة واحدة فقط، بل سيعيش كل العشر الأواخر وكأنها ليلة قدر محتملة.
لو كنا نعرفها يقينًا، هل كان سيتعب الناس في بقية ليالي رمضان؟ أم أن الجميع كان سينتظر ليلة واحدة فقط؟ لهذا السبب، أخفاها الله، حتى لا تحصل على ليلة واحدة، بل تحصل على عشر ليالٍ من الرحمة والمغفرة.
كيف كانت عبادة النبي ﷺ في العشر الأواخر؟
قالت عائشة رضي الله عنها: “كان النبي ﷺ إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”. أي أن النبي كان في الأيام العادية يعبد الله، لكن في العشر الأواخر كان يتحوّل بالكامل، كأن هذه الأيام هي الفرصة الأخيرة التي لا تُعوّض.
كان النبي يعتكف في المسجد، ينفصل عن الدنيا تمامًا، لا تجارة، لا لقاءات، لا شيء سوى العبادة والذكر والتأمل. كان يترك كل شيء ليدرك ليلة القدر، ليكون حاضرًا عندما تتنزل الملائكة، عندما تُكتب الأقدار للسنة القادمة.